خاطب معالي الأمين العام الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى المؤتمر العالميّ لـ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي عقد أخيراً في أبو ظبي قائلاً : «نتج عن غياب الأحكام الخاصة لفقه المهجر اجتهادات خاطئة أسهمت في تصعيد حملات اليمين المتطرف ضد المسلمين، تضاف لافتعالاته الأخرى عبر مزايدات كراهيته ومناورات تصريحاته ... والإثارة الإعلامية المصاحبة لها».

 وأضاف معاليه قائلاً : «السلام إما أن يُغرس بالقيم حيث حراستها المستدامة، أو بالقوة حيث تحولاتها المفاجئة، وكلما سَمَا الضمير الإنساني في أفراده ومجتمعه... والعالمي في مؤسساته، كلما كان أقربَ للسلام».

 وكان الملتقى الذي عقد هذا العام تحت عنوان (السلم العالمي والخوف من الإسلام .. قطع الطريق أمام المتطرف) قد انطلقت أعماله، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة 700 من علماء الدين، ونخبة من الشخصيات، تمثل مختلف الاتجاهات الفكرية، والدينية، والثقافية، على مستوى العالم.

 ويسعى المنتدى إلى تأكيد أولية السلم باعتباره الضامن الحقيقي لسائر الحقوق، كما يؤكد تعزيز دور العلماء في نشر الفهم الصحيح، والمنهجية السلمية للتدين، وإحياء قيم الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل.

 وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح بدول الإمارات العربية المتحدة أعمال الجلسة الأولى للمؤتمر بكلمة افتتاحية؛ أشار من خلالها إلى أن العصر الحالي رغم انتشار وسائل التواصل والاتصال بين المجتمعات لاتزال المجتمعات تفتقر للتحاور والتفاهم، كما دعا الحاضرين إلى التركيز على التعريف "أن الإسلام لا يمثل تهديدا للمجتمعات، وأن الإسلام يحتذي دائما بمبادئ الشورى، والإسلام دين سماوي يعتز به أتباعه" في المناقشات.

 كما أكد أن للتعليم دورا هاما للتعريف بالإسلام في المجتمعات، وتصحيح المفاهيم المنحرفة، مشدداً على ضرورة وجود مرصد إسلامي؛ لرصد وتوثيق جميع حالات الكراهية في جميع الأماكن، وبناء تحالفات ناجحة في كل الدول، تضم المسلمين وغير المسلمين.

 كما ألقى الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة كلمة أشاد فيها بدور دولة الإمارات التي تحتضن هذا المنتدى منذ نشأته، وأضاف "حاولنا مع غيرنا تقديم المفاهيم الصحيحة وتصحيح ما انحرف منها، يتعلق الأمر بأكثر من 100 مفردة نحاول علاجها، وهناك موسوعة انطلقت باسم موسوعة السلام، نحاول أن نضع بيانا شافيا كافيا بما يتعلق بكل مفهوم، ونحاول أن نواكب التطورات لنبين الفهم الصحيح والتعامل الصحيح، ونحن في هذا اللقاء لا نحاكم أحدا بل نحاول أن نكون ذوي فائدة من خلال تفهمنا ومعالجتنا للحقائق الظاهرة، بالإضافة إلى تقديمنا لخارطة طريق تعالج ما يسمى "بالإسلاموفوبيا".