توقيع الاتفاقية بين رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية

الملك محمد السادس يرعى مؤتمر رابطة العالم الإسلامي ورابطة علماء المغرب  

 الرابطة تعزّز اتفاقاتها العالمية بشراكة مع رابطة علماء المغرب

د. العيسى يلتقي ويتباحث مع كبار علماء ومفكري المغرب  

 الدعوة لخطاب إسلامي مستنير في مواجهة الفكر المتطرف وشعارات التصنيف والإقصاء

التعاون البحثي والعلمي والثقافي وتبادل المعلومات والبيانات وتنظيم الفعاليات المشتركة

الرباط:

عززت رابطة العالم الإسلامي قفزاتها البرامجية والتشاركية العالمية المتسارعة والنوعية، بإطلاق اتفاقية جديدة للشراكة والتعاون الثقافي والعلمي والفكري مع الرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية وهي هيئة حكومية ذات حضور وتأثير واسع في عموم الغرب الإفريقي وحضر دور انعقادها الأول أكثر من ثلاثمائة عالم مغربي وتحظى برعاية ودعم العاهل المغربي حيث تأسست بأمر ملكي، وسيدشن هذا الاتفاق تعاوناً بناءً في مجال العمل البحثي والفكري وتبادل البيانات والمعلومات، سعياً لنشر خطاب إسلامي مستنير في مواجهة الفكر المتطرف وشعارات التصنيف والإقصاء.

وجرى توقيع الاتفاقية خلال زيارة معالي الأمين العالم لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، مقر الرابطة المحمدية للعلماء في ساحة الشهداء بمدينة الرباط، حيث التقى معالي أمينها العام الدكتور أحمد عبادي، ثم حضر الدكتور العيسى مأدبة عشاء أقيمت تكريماً لمعاليه والوفد المرافق.

وأقرت الاتفاقية مجالات عدة للتعاون المشترك بين طرفيها - وكل الجهات التابعة لهما -، تشمل: إجراء البحوث العلمية والدراسات المشتركة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وتقويمها تمهيداً لنشرها، إضافة إلى توجيه الدعوات المتبادلة للمشاركة في الفعاليات التي ينظمها أو يشارك في تنظيمها كل طرف، مثل الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش والبرامج الثقافية التي تتضمن إلقاء محاضرات وإجراء حوارات، علاوة على البرامج والدورات التدريبية وورش العمل المتعلقة بتطوير العمل.

كما تضمنت مجالات الاتفاقية، التوثيق وتبادل المعلومات والتعاون على نسخ ما يحتاجه طرفاها وفقاً لمراعاة حقوق الملكية الفكرية، علاوة على تبادل كل ما يصدر عنهما من المطبوعات والمؤلفات والدوريات المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل دوري ومستمر، إضافة إلى تبادل فرص النشر العلمي، وإسهام كل طرف في التعريف بنشاطات الطرف الآخر وبرامجه وإصداراته في الدوريات والنشرات والمواقع الإلكترونية. كما أتاحت المجال أيضاً أمام تبادل الخبرات في مجال الدراسات والاستشارات التنظيمية والإدارية.

وتحقيقاً للعمل المؤسسي المنظم وفق معطيات قابلة للرصد والقياس والتقويم، أقرت الاتفاقية تشكيل لجنة متابعة من طرفيها، لوضع برنامج تنفيذي سنوي تحدد فيه المشروعات ومجالات التعاون والاستفادة المتبادلة بين الطرفين، على أن تستحدث آلية للتنفيذ والمتابعة تضم الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي وهيئة التنسيق بالرابطة المحمدية للعلماء، تتولى تقديم برنامج متفق عليه لمصادقته من قبل معالي الأمين العالم لرابطة العالم الإسلامي ومعالي أمين عام الرابطة المحمدية.

وتأتي هذه الاتفاقية تتويجاً لفعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، تحت عنوان "تفكيك خطاب التطرف"، برعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وفي إطار تعزيز البرامج العالمية لتواصل رابطة العالم الإسلامي، التي أضحت في طليعة المؤسسات الحضارية والثقافية والدينية حول العالم بوصفها مظلة الشعوب الإسلامية بحسب نظامها الأساسي وبحكم تمحورها العالمي وعلاقاتها القوية والمؤثرة.

وشهد المؤتمر، الذي عُقد يومي الثلاثاء والأربعاء19-20 شوال 1439هـ/ 3-4 يوليو 2018م بمدينة الرباط، مشاركة نخبة من المفكرين والباحثين من المملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، وموريتانيا، وغينيا كوناكري، وأرتيريا، ويهدف إلى تعزيز المبادرات التي تجلي الجوهر الخالص للدين الإسلامي الحنيف، وتنقيه من الشوائب التي يروم إلصاقها به الغالون والمبطلون، في ظل سياق إقليمي ودولي مشحون بالتوتر وتصاعد وتيرة العنف والتطرف والإرهاب، سعياً إلى الفهم والتفسير لظاهرة التطرف العابرة للقارات والثقافات، والأمم والأديان، بطريقة منهجية ترصد مختلف محدداتها وأبعادها، وبلورة ما يلزم من آليات تساهم في التقليل من الآثار المدمرة لهذه الآفة على مختلف الصعد.

وناقش المؤتمر ستة محاور رئيسة، هي: مداخلات تأطيرية حول تفكيك خطاب التطرف؛ والمرتكزات الفكرية للمتطرفين وتفنيدها؛ والتطرف الطائفي وخطورته في محورية المداخل العلمية لمواجهة التطرف وتفكيكه؛ ودور علم المقاصد في تفكيك خطاب التطرف؛ وإستراتيجيات التحصين والوقاية من التطرف. إضافة إلى عقد ورشتين علميتين؛ الأولى: عنيت بإستراتيجية مواجهة التطرف وبلورة توصيات بهذا الشأن، فيما حملت الثانية عنوان "التطرف: العقبات وسبل المواجهة".